فرح عطيات
بون - رغم مضي أكثر من سبعة أيام على بدء مؤتمر الأطراف "COP23" حول تغير المناخ لم يتضح بعد موقف الدول المشاركة في المفاوضات، تجاه وثيقة مطالبات المجموعة العربية، التي أعلنتها مطلع الأسبوع الماضي.
هذا ما أكده أمين عام وزارة البيئة أحمد القطارنة بقوله "لا توجد حلول واضحة ضمن المعطيات المتاحة لغاية هذه اللحظة، لكننا نسعى كمجموعة عربية إلى توجيه المفاوضات بالشكل الذي نريده".
وأوضح
أن "ما تريده المجموعة العربية هو التوصل إلى حلول تصب في مصلحة الدول النامية، وهو ما يتطلب مزيدا من المفاوضات وتقديم الدعم الكافي للدول العربية خصوصا في مشاريع التكيف والتي نجمت من ظاهرة التغير المناخي"، نافيا أن "تكون الدول الأخرى تعمل على عرقلة سير المفاوضات
أو تحقيق المطالب العربية لكن مصالحها تفرض ان تقوم الفرق بالتوصل الى مبتغاها بأقل الخسائر".
رئيس المجموعة العربية أيمن الشاذلي أشار الى أن "الصورة ما تزال غير واضحة المعالم بشأن المفاوضات ولا يمكن معها التنبؤ إن كان هنالك تجاوب مع المطالب المجموعة العربية
ام لا"، لكنه أكد ان "هناك اتفاقا نصف مبدئي لكن لا يمكن معه وضع استنتاجات حول سير المفاوضات، والتي ستكتمل صورتها بعد غد الأربعاء" .
وفي رأي مسؤولة قسم البيئة والمناخ التونسية وفاء الحميدي فإن الموقف الموحد "الذي تتبناه الدول العربية في
المفاوضات يعد إيجابيا، كونه يتضمن التزاما حول مواضيع محددة يجري الحديث حولها".
لكن "سيطرة السعودية على الموقف الذي تتبناه الدول العربية في المفاوضات كان واضحا، رغم أن ما يجري في الجلسات النقاشية يصب في صالح المجموعة، حيث أن الدول الأخرى تنظر الى مطالبها
بصورة جدية"، بحسب الحميدي التي لفتت إلى أن "ثمة العديد من المطالبات لدول عربية أخرى، تصب في صالحها، إلا أن تبنيها وثيقة موحدة قد يوقع ظلما عليها من خلال قصور التعبير عن مشكلاتها واحتياجاتها".
لكن "المفاوضات التي تدور في الوقت الحالي تحمل في
طياتها مؤشرات إيجابية كثيرة، وموقف الدول العربية بشأنها كان واضحا منذ البداية، ومنذ توقيع اتفاق باريس"، وفق مسؤولة حملة المناخ والطاقة بمنظمة "اندي اكت" صفاء الجيوسي.
ولفتت الجيوسي إلى أن "الدول العربية انضمت لمجموعة البلدان النامية التي تنظم نفسها كمفاوضين
جماعيين في محافل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ".
ومن وجهة نظرها، فإن موقف الدول العربية تجاه دفع عجلة طموح 2020 "يتصف بأنه جيد"، ولكن في الوقت ذاته إذا "بقيت الدول مصممة على وضع عراقيل وعقبات في سبيل ذلك لا يعد أمرا مقبولا على الاطلاق، وعلى اعتبار أن الدول العربية متأثرة من ظاهرة التغير المناخي، فمن الطبيعي أن تنصب مطالبتها في المفاوضات على التمويل والتكيف".
لكن ذلك لا يعني أن "تتبنى الدول النفطية الموقف ذاته، وتتحدث باسم المجموعة العربية كافة، وتضع العراقيل في سبيل تحقيق أهدافها، بل عليها أن تدعمها وتمنح تمويلات مالية توضع في صندوق التكيف مع المناخ".
وترى الجيوسي أن "دولا عربية لم تتبن موقفا يصب في صالحها، لكنها قدمت مطالباتها الواجب تحقيقها في الفترة المقبلة، ولا سيما أن هذا المؤتمر لا تغلب عليه الصفة السياسية بل التقنية، تمهيدا للعام المقبل".
على أن رئيس شبكة الشباب العربي للتنمية المستدامة طارق حسان وصف الموقف الذي تتبناه الدول في المناقشات بأنه "ضعيف وبلا رؤية واضحة في الجلسات، وهو ما قد يسهم في عدم حصولها على مطالباتها".
واعتبر أن "هناك ضرورة لتأهيل الوفود المشاركة، ومنحها الخبرة الكافية في التفاوض، قبل حضورها الى مؤتمر الأطراف الذي يعقد سنويا، حتى يكون لها حضورا قويا، ويتم الاستماع لمطالباتها.
لمتابعة المقابلة اضغط هنا